IAOM-MEA

تسجيل دخول الأعضاء

Hi User, Logout

التخرج من مدرسة الطحن الأفريقية في كينيا

أذكر عندما كنت… أشاهد صناعة التاريخ

كتبه دارين باريس، مجلة الطحن والحبوب

أحب أن أعتقد أن العديد من قراء هذا المقال الآن، مثلي، قد مر خلال طفولته بتلك اللحظة القصيرة التي شعر فيها بالغيرة أثناء الحديث مع والديه، وتمنى لو أنه عاش تلك الفترة الساحرة للسباق الفضائي وكان جزءًا من لحظة “أين كنت؟!”، التي وضع فيها نيل أرمسترونج قدمه على سطح القمر لأول مرة، أو الاستماع لرحلة ويلبر رايت الأولى حول تمثال الحرية، أو اختبر الوجود وسط الحشود في وودستوك، أو كان جزءًا من الفترة التي سيطر فيها البيتلز تمامًا على موجات الأثير.

بالنسبة لي شخصيًا، كانت تلك اللحظة هي لحظة سقوط جدار برلين. أتذكر بالضبط أين كنت، في مساء بارد يوم الخميس 9 نوفمبر 1989. كان عمري 16 عامًا في ذلك الوقت، وكنت قد أنهيت للتو دراستي الثانوية وفي سنتي الأولى بالكلية، وأعمل بدوام جزئي في مطعم للبرجر لدفع مصروفات دراستي. كنت أستمع للراديو عندما تم قطع الإرسال لبث أخبار هدم جدار برلين، وبداية نهاية الحرب الباردة وعودة ألمانيا الموحدة مرة أخرى. مشاهدة الصور في التليفزيون تلك الليلة بعد عودتي للمنزل، ورؤية الحشود المهللة، مدينة مقسمة لحوالي 30 عامًا، وعلمت أنه بين ليلة وضحاها ستتغير أوروبا للأبد.

وكانت تلك اللحظة من السعادة والإثارة ذكرى ثمينة لكل المواطنين في برلين وشرق ألمانيا. وشعرت بأنني أريد أن أشاركهم في انتصارهم وإنجازهم. كان ذلك رائعًا وكنت سعيدًا لأني أستطيع أن أقول إني أذكر أين كنت وقتها.

لم أعتقد أبدًا أني سأشهد لحظة أخرى كتلك في حياتي. فأحيانًا تحدث أشياء صغيرة تبدو غير مهمة، لكن يظهر فيما بعد أنها كانت تروسًا صغيرة في سلسلة من الأحداث التاريخية التي ستغير حياة الكثيرين. أظن أن مارتن لوثر كينج، عندما وقف على درجات نصب لينكولن التذكاري في واشنطن عام 1963 وأعلن “لدي حلم”، لم يكن ليتخيل لأي مدى سيتحقق ذلك الحلم ليصبح حقيقة تستمر حتى اليوم.

لذا، عندما أعلن رجل سويسري بشخصية جذابة لزملائه بهدوء، “لدي حلم، أحلم بإقامة مدرسة للطحن في قلب أفريقيا، لأمنح الأفارقة فرصة تعليم مستدام للعاملين في مجال الطحن، ومساعدتهم على الوصول لمستوى مرتفع من الخبرة في مجال الطحن. أود أن أنشئ مدرسة طحن متميزة، تحظى بالاحترام في كل أنحاء أفريقيا”، فإن هذا الرجل زرع بذرة صغيرة. هذا الرجل هو السيد مارتن شلاوري، الذي سيصفه تلامذته لاحقًا بأنه رجل الذي يجري الدقيق الأبيض في أوردته بدلًا من الدم الأحمر. لدينا جميعًا أحلام، ولكن قليلًا منا من ينال فرصة العمل على تحقيق هذه الأحلام. لحسن حظ مارتن شلاورى، شاركه زملاؤه في هذه الرؤية، وتم الاتفاق على ميزانية لتحويل هذا الحلم لحقيقة.

لذا فبالنسبة لي، كانت اللحظة الساحرة التي سأستطيع فيما بعد أن أقول عنها “كنت هناك حقًا”، تتشكل بالفعل. فمنذ 20 شهرًا قمت بزيارة مدرسة الطحن الإفريقية في نيروبي، كينيا كجزء من احتفالهم بالافتتاح، كما قضيت أسبوعًا مع الصف الأول. وقابلت 27 طالبًا شديدي الحماس، وقلقين قليلًا، من ثماني دول إفريقية، من 14 مطحنة مختلفة، وهم 26 رجلًا وسيدة واحدة.

اجتمعوا معًا للمرة الأولى في مدرسة الطحن الإفريقية في نيروبي، حيث اقتنعت مطاحن الدقيق التي جاؤوا منها بفوائد تدريب الطاقم، وبالفوائد التي سيعودون بها على أعمالهم. “الجودة ليست صدفة أبدًا، لكنها دائمًا نتيجة لجهود ذكية.”

وهكذا بدأت بالمدرسة، وكتبت تحقيقًا صحفيًا عنها، وأتذكر أنني كتبت حينها “واحدة من الأوجه الفريدة للعمل في صناعة عالمية دائمة التغير وملتزمة بلعب دورها في تغذية الكثافة السكانية المتزايدة، هي الأماكن الرائعة التي يأخذنا إليها بحثنا عن العمل الصحفي المناسب والمفيد والحقيقي. لقد حظيت بشرف كوني أول مراسل غربي يقوم بزيارة مدرسة الطحن الإفريقية، الواقعة في نيروبي، كينيا، ومقابلة طلابها، مدرسيها ومارتن شلاوري – صاحب فكرة المدرسة. افتتحت في مارس 2015، وقمت بزيارتها لرؤية أول دفعة من 27 طالبًا يبدأون التدريب هناك.

عندما يكون لديك حلم وتبدأ مشروعًا مثل هذا، لا يمكن لأحد أن يضمن نجاحه، ولدينا مقولة “للنجاح عدة آباء، لكن الفشل يتيم”، حسنًا، للتذكرة، هناك اثنان من الآباء المؤسسين الحقيقيين لهذا المشروع؛ مارتن شلاوري المدير الإداري لمدرسة الطحن الإفريقية، وآندرياس فلوكيغر المدير الإقليمي لشركة بيولر بمنطقة وسط وشرق أفريقيا، والذي ساهم دعمه الشغوف في بناء مدرسة الطحن الإفريقية.

من هو الطحان؟

“من هو الطحان؟” هذ هو السؤال الذي طرحه عليّ مارتن شلاوري، المدير الإداري لمدرسة الطحن الإفريقية بنيروبي، كينيا، عندما زرت المدرسة منذ 20 شهرًا. وقام بالإجابة عليه بنفس سرعة طرحه للسؤال.

“الطحان هو من يقوم بتشغيل المصنع، ويتأكد من نظافته، لديه الحس الجيد للتأكد من عمل كل الأجهزة بشكل صحيح، وبالتأكيد ضمان الجودة المرتفعة للمنتج والإنتاجية”. في الحقيقة، استمر مارتن موضحًا أن الطحان هو المشرف على المصنع لمدة 24 ساعة يوميًا طوال أيام الأسبوع. لذا، كان من الواضح للجميع، أهمية الطحان المدرب في عمل أي مطحنة، لكن، أين يمكن للأشخاص أن يذهبوا للتدريب؟

كان هذا هو السؤال منذ 20 شهرًا، وها أنا مرة أخرى في مدرسة الطحن الإفريقية، كشاهد على إجابة هذا السؤال، ويا لها من إجابة، فهي – 27 طحانًا إفريقيًا حديث التخرج. وأشعر بالفخر الشديد لمشاركتي هذه اللحظة في رحلتهم.

كان في الحضور، 27 طحانًا مدربًا، وعائلاتهم، أصدقائهم، المدرسين والمدربين، جميعهم يستمتعون بالغداء في الهواء الطلق تحت شمس كينيا المشرقة. كان المكان معدَا ليليق بهذا الاحتفال الجليل في تاريخ أفريقيا والعالم. وكنا كلنا هناك! نشاهد صناعة التاريخ.

كنا على وشك أن نشهد على تتويج سنوات من التخطيط الذي حول هذه الدورة المكثفة للتدريب لمدة سنتين في فنون الطحن إلى واقع فعلي. افتتح مارتن الفعاليات مذكرًا الجميع بما احتاجه الأمر لنصل إلى ما وصلنا إليه اليوم. كان هدفه منذ البداية إنشاء مدرسة للطحانين في أفريقيا، ” لقد قمت بالترويج للمدرسة وتشجيع بيولر على رعايتها. وها هي الآن تعمل، وها نحن نقطف ثمارها. فعندما نعيش حياة ثرية كعاملين في مجال الطحن، تصبح هذه وسيلتنا لنقول شكرًا، ونرد الجميل،” أضاف كملاحظة أخيرة.

أود ان أقول الكثير عن تجربة هؤلاء المتدربين الشباب، ولكني أدركت سريعًا أن كلماتي، مهما كانت منمقة، لن تستطيع أن توفي حق هذا الحدث العملاق. لذا، يبدو من اللائق أن أنشر فحسب كلمات الطحانين الذين تخرجوا كمتدربين. فكلماتهم كلها من القلب، ويتحدثون فيها من واقع تجربتهم الفعلية، وما خرجوا به من هذه التجربة على المستوى الشخصي، وفي المقابل ما الذي يمكن أن يقدموه لمديريهم، والمطاحن التي مولت تدريبهم.

لمشاهدة المقال عن زيارة دارين الأولى لمدرسة الطحن الإفريقية – انظر عدد مايو 2015 من مجلة الطحن والحبوب.

قم بزيارة: bit.ly/africanmillingschool

التخرج 

عندما وقف كل طالب لتلقي شهادته وملعقته، مرتدين وشاح تخرجهم، يمكنك أن تراهم جميعا مبتهجين بكل فخر مستحق. بعد ذلك، عندما جمع الطالب ما قبل الأخير وشاح تخرجهم، بدأ “مارتن” يشيد ‘بالطالب الحائز على جائزة السنة ‘؛ هذا هو أحد الطلاب الذي تقدم الجميع على مدى العامين بتسجيله أعلى الدرجات في الامتحان الكتابي. و كان الفائز في “جائزة الملعقة الذهبية المرموقة” وأفضل طالب هو محمد فوزي من “مطاحن خمس نجوم” في مصر.

 في كل صف تَخرُجٍ، يقوم رئيس الصف الذي تم ترشيحه وانتخابه من قِبَل زملاءٍ له أو لها بالنزول الى المنصة ويكون المتحدث الفعلي بالنيابة عن الصف بأكمله. هذا العام، و بمناسبة هذا الحدث الأبرز، الخاص بالتخرج الرفيع المستوى لصف عام 2016، رحبنا “بسليمان عمر” في المدخل الأمامي.  وهو يحيي الجميع، توجه “سليمان عمر” من مصانع الذرة “مومباسا” إلى المنصة وقال: “إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بكم جميعا في “مدرسة الطحن الأفريقية لتخريج المبتدئين في الطحن للفئة الممتازة. إن حفل التخرج هو المناسبة الأكثر أهمية وذات مغزى في تقويم التعلم المدرسي للخريجين، وعلى هذا النحو أود أن أرحب ترحيبا خاصا جدا بزملائي الخريجين هنا اليوم. و سوف يتم تلقي شهادات لثماني جنسيات مختلفة؛ 24 خريجا من الذكور و واحدا من الإناث “.

وتابع : “لقد فعلناها جميعا. لقد حققنا أحد أهدافنا المهنية. لقد كان التزاما شخصيا، و إحدى الأشياء التي نفتخر بها، لأننا عملنا جميعا بجد معا.إن جهودنا لن تذهب سدى، فدبلوم الطحن سيفتح أبوابا كثيرة بالنسبة لنا لأنه يحظى بالاحترام على نطاق واسع في الصناعة. اليوم، عندما نجتمع مع العائلة    والأصدقاء والزملاء، ننظر للأشياء التي حققناها على مدى العامين الماضيين، ويمكننا أن نفكر فيما أصبحنا وفيما سوف نصبح “. وأضاف “سليمان عمر”: ” إن حفل التخرج غالي علينا جميعا، كما أننا من بين القلائل المحظوظين بما فيه الكفاية للمشاركة في هذه الدورة لمدة سنتين و نحن من بين الدول القليلة في أفريقيا التي تمتلك دبلوم الطحن. علينا أن نعترف لمن ساعدنا على جعل تجربتنا في مدرسة الطحن ممكنة ولدينا مسؤولية اتجاه شركات الطحن لدينا، بغض النظر عن أهدافنا الشخصية أو التطلعات، يجب علينا أن لا نركز على أفكارنا الأنانية. علينا أن نتحدى أنفسنا لكي نعكف على عملنا بما فيه الكفاية.

    مستقبلنا يبدو متجها ليكون في أيدي قادرة لأننا حققنا مؤهلات استثنائية ذات جوانب بارزة ربما، ومنها واحدة باعتبارها هي الأفضل. لقد تعلمنا التدريب النظري والعملي في صناعة طحن الدقيق، وتصميم وتشغيل الآلات وعلم الحبوب والتكنولوجيا. لقد تعلمنا أيضا معظم معايير مراقبة الجودة والتفوق التشغيلي وأكثر من ذلك بكثير. يمكننا أن نضمن الآن بأن المحطات تشتغل و نضمن الإبقاء على المستوى العالي جداً لديها ، مما يؤدي إلى فعاليتها وطول أمد تشغيلها. قد لا يكون طحن الدقيق  علم الصواريخ ولكنه بالأحرى عمل رائع و ملهم.

 يجب أن نضع في اعتبارنا التكلفة واغتنام الفرص. ولهذا أقول لكم جميعا، تهانينا، فهذا التخرج يمثل نهاية رحلة وبداية أخرى أكثر أهمية ــ إنها رحلة التنفيذ.

شكرا للجميع، وشكرا لك “شلاوري مارتن “. بعد تصفيق حماسي، توجه أحد موجهي الدورة الى المنصة، السيد “كولن هاليداي” من مطاحن الدقيق النيجيرية. وباعتبار حياته المهنية التي امتدت أكثر من 35 عاما في الطحن، عمل “كولن” في العشرين سنة الأولى في المملكة المتحدة و السنوات الـ 15 الماضية في نيجيريا من أجل مطاحن الدقيق النيجيرية التي تطحن فوق 8000 طن متري من القمح يوميا، مما يجعلها واحدة من أكبر المواقع الوحيدة للمطاحن في العالم وأكبر طحان في أفريقيا، بسبب حجمها وتعقيدها، ويجعل منها واحدة من أكبر أرباب العمل للطحانين في العالم. بعد توجيه الشكر إلى مدرسة الطحن الأفريقية لدعوتها إياه للزيارة ولإلقاء الكلمة، شرح  “كولن” في البداية كيف استفادت شركة المطاحن الخاصة بهم من وجود اثنين من الطلاب في الدورة وكيف شهدت شركاتهم على تطوير المطحنة والاستفادة منها بسبب حضورهم في “مدرسة الطحن الأفريقية”.

 ذهب “كولن” ليقول أنه قد لاحظ “على مدى السنوات الـ 35 الماضية، قد شهدت صناعتنا العديد من التغييرات وخاصة في التشغيل الآلي، وتصميم المعدات وممارسات العمل. ومع ذلك، لم يتغير العنصر الرئيسي في الطحن، فالحاجة الى طحانين متحمسين و ملتزمين و مدربين تدريبا جيدا هي الأكثر أهمية اليوم. الطحانين المدربين تدريبا جيدا يدفعون لتحقيق معدلات الاستخلاص الأمثل، و زيادة استخدام المطحنة، وجودة المنتج المتناسبة ، كما يساعدون أيضا على اكتساب ميزة تنافسية على تطوير منتجات جديدة. وقد أصبح هذا الأمر الآن قضية أساسية لعملائنا “. وأوضح “كولين” أن تجربة “مدرسة الطحن الأفريقية” هي الفرصة الوحيدة في العمر بالنسبة لطحانين شابين اثنين لديه، و هما “بيتر” و “شيدي“. و أوضح أن التدريب في “نيروبي” لا يركز فقط على بناء الكفاءة المهنية التقنية والثقة، ولكن أيضا على بناء الشخصية والانضباط. وقد ساعدهم هذا البناء على التطور، على حد سواء، إلى مهنيين ذَوُو خبرات جمة والذين هم  سليمون من الناحية الفنية ومتوازنون بشكل جيد. وقال “كولين”  أن “بيتر” و”شيدي” الآن مجهزين تجهيزا كاملا لقيادة فرق الطحن لدينا في المستقبل، حيث أظهرا المزيد من النضج والثقة ويتخذون الآن زمام المبادرة في حل المشاكل في مصانعنا، معبرين عن آرائهم وأفكارهم.

 يواصل “كولن” و يقول: ” بقدر ما هو رائع بالنسبة لي أن أشهد على التنمية الذاتية لديهم، بقدر ما يثلج  صدري التقدم الذي يُعتقد أن له تأثيرا كبيرا، ليس فقط في نطاق القدرة على الواجبات الخاصة بالطحن ولكن أيضا من ناحية  المنافع، إذ أن تأثيرهم  امتد الى المطاحن الأخرى، مما يساعد على خلق بيئة التحسين المستمر والانضباط. أعتقد أن كِلا الطالبين قد زاد طولهما عشرة أقدام على مدى العامين الماضيين!” وخلال الحديث مع “كولن“، قال لي أن مطاحن نيجيريا تعتبر شراكتها مع مدرسة الطحن الأفريقية التزاما طويل الأمد. وأكد أن لديهم حاليا اثنين من أصحاب المطاحن الذَيْن أنهيا عامهما الأول ويتقدمان الآن في برنامج المدرسة في العام الثاني. بالإضافة إلى ذلك، قال أن لديهم زيادة على ذلك طحانين اثنين  مسجلين في برنامج السنة الثالثة، مؤيدين لـ  “مطاحن الدقيق لنيجيريا” كشركة، ومعتقدين اعتقادا   راسخا بأن “مدرسة الطحن الأفريقي” هو برنامج تطوير التدريب ذا أهمية ، بحيث يعتبر ضروريا لمستقبل أصحاب المطاحن وللصناعة  لدينا ككل.

 وتحدث “كولن” حول مستوى مدرسة الطحن الأفريقية من ناحية التنظيم كونه خاصا جدا في الواقع. وأشار إلى أن الطلاب يشعرون بأنهم في وطنهم، كما أن الانضباط والهيكل التنظيمي والموارد كلها مثالية حقا. يتم تشغيل البرنامج بفضل القيادة والخبرة، وجميع الأطراف المعنية يجب أن تشعر بالفخر لما حققتموه هنا في نيروبي.  وكان “كولن” على يقين من أن العديد من الطلاب، مثل “بيتر” و”شيدي”، قد تعلموا الكثير، ولكن أكثر من ذلك، فقد أوضح بأن هذه التجربة سمحت لأصحاب المطاحن الشباب باستخدام هذه الفرصة العظيمة لإجراء اتصالات، وانطلاقا من ذلك، بناء صداقات قوية وذكريات أبدية.

عندما أشرف “كولن” على الانتهاء،  ذهب إلى القول: ” أود أن أختتم و أقول ــ تهانينا لجميع الطلاب على تخرجهم كما أشجعكم على الاستمرار في تطبيق المعارف الجديدة والمهارات التي اكتسبتموها. مهنة الطحن هي مهنة رائعة، وتشكل تحديا وإحباطا، ولكن ممتعة دائما ومجزية للغاية. سوف تلتقون أناسا رائعين و ذَوُو تفكير مشابه لتفكيركم، طِوال حياتكم المهنية، حيث هناك دائما كل يوم شيئا جديدا وأنه لَلفضول والرغبة التي سوف تمكنكم من التعلم المستمر، والتحسين، وفي نهاية المطاف، أن تكونوا أفضل ما يمكن أن تكونوا. وأنا آمل حقا أن تكون حياتكم المهنية في الطحن سعيدة ومثمرة لكم جميعا “. عندما أوشك الخطاب على الانتهاء، انتقلنا جميعا إلى الجزء السفلي من الميدان، وكنا لا نزال في موقع مدرسة الطحن الأفريقية، حيث تناوب جميع الطلاب على زرع شجرة الاحتفالية. وقد كان كل الطلاب مبتهجين وهم  يرتدون وشاحا، والابتسامة مرسومة على وجوههم، كما هنأنا كل واحد من أصحاب المطاحن المتخرجين شخصيا.

سوف يكون5 نوفمبر 2016 موعدا مسجلا في التاريخ، مثل ذلك اليوم الذي تخرجتْ فيه أول دفعة من الطلبة الأفارقة من دورة الطحن في “أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى”. تهانينا من كل واحد منا على الطحن والحبوب ونحن نتطلع إلى البقاء على اتصال ومتابعة حياتكم المهنية على مدى السنوات القادمة.

مارتن شلاوري، ستيفان لوتز، وكارولينيكيالو و أندرياس فلوكيجير يشاهدون العروض بكل فخر.

© 2016 IAOM Mideast & Africa Region. All rights reserved
Menu